کد مطلب:239412 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:201

استغلال لقب المهدی
هذا ... و نلاحظ : أن المنصور أیضا قد حاول أن یقارع العلویین بالحجة، و لكن بنحور آخر، و أسلوب آخر ..

فانه عندما رأی أن الناس قد قبلوا علی نطاق واسع ( ما عدا الامام الصادق علیه السلام ) بأن محمد بن عبدالله العلوی هو المهدی .. حاول أن یموه هو بدوره علی الناس، فلقب ولده، و الخلیفة بعده ب« المهدی »، من أجل أن یصرف الناس عن محمد بن عبدالله هذا ..

فقد أرسل مولی له الی مجلس محمد بن عبدالله، و قال له : « اجلس عند المنبر ، فاسمع ما یقول محمد »، قال : فسمعته یقول : « انكم لا تشكون أنی أنا المهدی، و أنا هو » فأخبرت بذلك أباجعفر، فقال : « كذب عدو الله، بل هو ابنی» [1] .

ثم .. و من أجل اقناع الناس بهذا الأمر، وجد المنصور من یضع له الاحادیث، و یكذب علی النبی صلی الله علیه و آله و سلم، و طبق واضعوها « مهدی الامة » علی ولده الخلیفة « المهدی » [2] و یقول القاضی النعمان الاسماعیلی فی أرجوزته :



[ صفحه 83]



من انتظاره و قد تسمی

بهذه الاسماء ناس لما



تغلبوا لیجعلوها حجة

فعدلوا عن واضح المحجة



اذ مثلوا الجوهر بالاشباه

منهم محمد بن عبدالله



ابن علی من بنی العباس

ذوی التعدی الزمرة الارجاس



اذ وافق الاسم تسمی مهدی

و هذه من الدواهی عندی [3] .

و قد أقر أحمد أمین المصری بكذب هذه الاحادیث، و وضعها [4] ، كما أقر غیره بذلك ..

بل ان المنصور نفسه - الذی كان قد اعترف بمهدویة محمد بن عبدالله العلوی، و تبجح، و افتخر بها [5] - قد كذب نفسه فی ذلك، و كذبها فی مهدویة ولده أیضا ..

یقول مسلم بن قتیبة : « أرسل الی أبوجعفر، فدخلت علیه، فقال : قد خرج محمد بن عبدالله، و تسمی بالمهدی، و والله، ما هو به، و أخری أقولها لك، لم أقلها لأحد قبلك، و لا أقولها لأحد بعدك .. و ابنی و الله، ما هو بالمهدی، الذی جاءت به الروایة . و لكنی تیمنت به، و تفاءلت به» [6] و الخلیفة المهدی نفسه یقر بأن أباه فقط یروی أنه المهدی الذی بعده فی الناس [7] .

و أما اتخاذهم الزندقة ذریعة للقضاء علی خصومهم، سواء من العلویین، أو من غیرهم .. فسیأتی توضیحه ان شاء الله تعالی ..



[ صفحه 84]




[1] مقاتل الطالبيين ص 240، و المهدية في الاسلام ص 117.

[2] تجد بعض هذه الأحاديث في : الصواعق المحرقة 99 ،98، و تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 272 ،260 ،259، و البداية و النهاية ج 6 ص 247 ،246، و غير ذلك.

[3] الارجوزة المختارة ص 31.

[4] ضحي الاسلام ج 3 ص 240.

[5] مقاتل الطالبين ص 240 ،239، و المهدية في الاسلام ص 116، و جعفر بن محمد لعبدالعزيز سيد الأهل ص 116.

[6] مقاتل الطالبيين ص 247، و المهدية في الاسلام ص 117.

[7] الوزراء و الكتاب ص 127.